يطرح سؤال حول ما إذا كانت جميع الحقائق تعتمد على التجربة الحسية أي على الاستقرار و الأمثلة أم ان بعضها له أساس اخر لانه اذا كنا نستطيع التنبؤ بوقوع بعض الاحداث من غير اختبار سابق عليها فمن الواضح ان عقلنا يساهم بشئ من عنده في هذا الامر. ان الحواس رغم انها لازمة لمعرفتنا الحالية فانها ليست كافية لتعطينا جميع المعارف بما انها لا تقدم لنا ابدا سوى امثلة أي حقائق او فردية و الحال ان جميع الامثلة التي تؤكد حقيقة عامة،ايا كان عددها لا تكون كافية لاثبات الضرورة الكونية لهذه الحقيقة نفسها،ان لا شئء يضمن لنا ان ما قد حدث سيحدث دائما و بنفس الطريقة. فقد لاحظ اليونان و الرومان و غيرهم من شعوب العالم القديمة انه دائما قبل متم أربعة و عشرين ساعة ينقلب النهار الى ليل و الليل الى نهار و لكن من الخطأ الاعتقاد ان هذه القاعدة تصح في كل الأماكن ، فقد تأكد أن الأمر على خلاف ذلك في القطب الشمالي مثلا(…) من هنا يظهر ان الحقائق الضرورية يجب ان تقوم على مبادئ لا تكون براهينها متوقفة على الامثلة و لا على شهادة الحواس، و ذلك على الرغم من انه لو لا الحواي ما كان لنا ان نفكر في تلك الحقائق.
الحقيقة
Advertisement
تعليقات
0