تعود جدور البيعة بالمغرب الى عهد الأدارسة وصولا الى العلويين و مرورا بالمرابطين و الموحدين و الوطاسيين و السعديين. إذ تجد بداياتها في القرن الثامن الميلادي مع وصول العرب الى المغرب و الاندلس. و في أحلك المراحل التي عرفها التاريخ السياسي للمغرب،لم يتم التخلي عن آلية البيعة، فلما انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م و تهددت الثغور المغربية و اتضحت الاتجاهات الاستعمارية انتفض المغاربة العامة منهم و الخاصة و بادر العلماء فنصحوا السلطان المولى عبد العزيز بمواجهة التغلغل الاستعماري، فلما لم يجدوا تاييدا عمليا من لدنه لمناهضة الهجومات الاستعمارية تم خلعه و تمت البيعة المشروطة للمولى عبد الحفيظ سنة 1907م.
و عندما سعى الاستعمار الفرنسي الى تدمير الوحدة المغربية عبر الظهير البربري سنة 1930م،كان من نتائج ذلك: ازدياد تماسك العرب و البربر في مقاومتهم للمستعمر، و تظافر جهود الوطنية و السلفية،الى جانب المطالبة باحترامخ الروابط القائمة بين الملك و الشعب. و حينما نفي محمد الخامس سنة 1953م أدرك المستعمر أن الأمر السياسي في المغرب لا يستقيم دون بيعة فعمل على تدبير بيعة مفروضة في شخص محمد بن عرفة فلم يكن لها أثر.
على الرغم من ان البيعة في التقاليد السياسية المغربية تضرب جدورها في التاريخ الى القرن الثامن الميلادي فقد تمت دسترتها سنة 1962م، حينها وفى الحسن الثاني بوعد أبيه محمد الخامس. و إذا كانت البيعة تعقد عند تولي أمير المؤمنين مقاليد الحكم لأول مرة فإنها تجدد سنويا خلال مناسبتين هما: مراسيم الإحتفال بعيد الأضحى و عيد العرش. و تجدر الإشارة إلى أن مواقف الشعب على موضوع الاستفتاء الدستوري هو بمثابة تجديد لعقد البيعة و تأكيد على استمرار اواصر الطاعة.
و قد شارك في توقيع عقد البيعة المبرمة في المغرب سنة 1420 هجرية الموافق 1999م،الامراء،و العلماء،و الوزير الأول ،و رئيسا مجلسي النواب و المستشارين ،و اعضاء الحكومة،و مستشارو جلالة الملك، و رؤساء المجالس العلمية،و رئيس المجلس الأعلى ،و الوكيل العام للملك به،و رئيس المجلس الدستوري،و الضباط السامون بالقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية ، و المدير العام للامن الوطني،و رؤساء الاحزاب السياسية ،و الحاجب الملكي،و مدير الامانة الخاصة الملكية،و مدير التشريفات الملكية.
تعليقات
0