ان ممارسة الحكم مسألة سياسية صعبة. و تتعلق في جانب من جوانبها باتخاد القرارات و تحمل المسؤوليات ، و معرفة الاوليات التي تفرض نفسها على حكومة ما،و مبادئ الحكم الجيد. مع التفكير في الشر الذي يصيب المجتم هههع،ذلك الشر المتمثل في انعدام العدالة و انعدام المساواة،اي بمعنى العدالة في علاقتها بالمساواة استنادا الى اشكال الحق و العدالة الذي هو اشكال سياسي في اخر المطاف.
ان الأمر الاكثر ضرورة و الاصعب في كل حكومة هو النزاهة الصارمة التي تضمن العدالة للجميع،و التي تحمي بالخصوص الفقير ضد استبداد الغني. و انه لشر عظيم أن يوجد فقراء يحتاجون للدفاع عنهم و اغنياء يحتاجون للحد من شرهم.ان موضوع قوة القوانين هو مواجهة الرداءة،و لكن القوانين عاجزة عن مواجهة ثروات الغني و محاربة بؤس الفقير(…) و من القضايا الهامة للحكومة: توقع حدوث اللامساواة القصوى في الثروات ليس بانتزاع الثروات من مالكيها ،و لكن بتجريد الجميع من الوسائل التي تمكنهم من مراكمتها،و ليس ببناء المستشفيات ، و المساجد و …للفقراء،و لكن بضمان ان لا يسقط المواطنون في البؤس.
و إذا كانت المساواة التامة بين جميع افراد المجتمع مستحيلة فكيف يمكن الحديث عن امكانية بلوغ العدالة من طرف حكومة تعتمد على قوانين تعاني هي نفسها من عيب اللامساواة ؟
و يمكن القول ان الحكومة الفعالة هي التي تستطيع توقع حدوث الازمات و المشاكل و تعمل على تفاديها و التحكم فيها،و اهم اجراء عليها اتخاده هو منع الاغنياء من السيطرة على المجتمع. و اذا فشلت في هذه المهمة فستفقد سلطانها و نفودها و ستعرض المجتمع للخطر. و ربما هذا الخطر الذي واجهته المجتمعات فعلا هو الذي دفع الناس الى البحث عن حلول اخرى من بينها التمرد و الثورة،تونس،ليبيا و مصر الربيع العربي شعار الشعب يريد التغيير.
تعليقات
0