اذا كان الانسان حرا بهذه الدرجة في حالة الطبيعة، و اذا كان سيدا مطلقا على نفسه و ممتلكاته،- مساويا لاكبر شخص و ليس تابعا لاحد- فلماذا يتخلى عن حريته، و سلطانه و يخضع نفسه لسيطرة و قيادة اي قوة اخرى؟
من الواضح ان الاجابة على ذلك هي ان الانسان بالرغم من ان لديه مثل هذا الحق في حالة الطبيعة،الا ان استمتاعه به ليس مؤكدا الى حد كبير ،و انه معرض بصفة دائمة لاغارة الاخرين.. لانه طالما كان الجميع ماوكا مثله، و لم يكن هناك في الاغلب مراقبون حازمون لتحقيق المساواة و العدالة، فان استمتاعه بملكيته الخاصة في هذه الحالة،يكون امرا غير مامون الجانب،او مضمون الى حد حبير.و هذا ما جعله راغبا في ان يترك هذه الحالة,التي مهما كان فيها حرا،الا انها مملوءة بالمخاوف و الاخطار الدائمة ،و لم يكن بلا سبب اذن بحثه،و رغبته في الانظمام الى مجامع ما مع اخرين اتحدوا فعلا،او يفكرون في الاتحاد من اجل المحافظة المتبادلة على ارواحهم ،و حرياتهم و املاكهم.
تعليقات
0