السؤال:
ما الغاية من الرقابة على حرية الصحافة ؟
الجواب:
تكمن الغاية في تنظيم حرية الصحافة و مراقبتها، في توفير الحماية لممارستها بكل مسؤولية و حكمة. و الحماية هاته،هي مسؤولية قانونية بالدرجة الأولى ،بالاضافة الى مسؤولية آليات الحماية المحدثة بمقتضى القانون و منها القضاء طبعا ،فالقانون هو الذي يحمي الحقوق و الحريات ، و على حرية الصحافة و ذلك من خلال توفير الضمانات الحمائية لممارستها و وضع القيود و الضوابط المنظمة لها. و يبقى التوفيق بين حرية الصحافة و ضمان ممارستها ،كحق دستوري و كحق من حقوق الإنسان و حرياته الأساسية ، و بين احترام النظام و حرية الغير،اشكالية صعبة. و يمكن حلها في ايجاد توازن متناسب بين ضمانات ممارسة حرية الصحافة و القيود و الضوابط المنظمة لها.
ان تنظيم حرية الصحافة و وضع قيود على ممارستها لا يعني افراغ هذه الحرية من مضونها المحمية دوليا و دستوريا و تعطيلها او الحرمان منها. بل الهدف الابعد من ذلك هو منع الشطط و التعسف في استعمالها. و في الوقت نفسه لا يعني ذلك إطلاق يد السلطة او الدولة في وضع القيود و الضوابط بشكل تعسفي. ثم ان ضبط حرية الصحافة و تنظيمها ينبغي أن يتم عن طريق اتباع اجراءات قانونية موضوعة سلفا،تقيد الدولة او تحد من تدخلها المفرط في وضع قيود تعرقل من ممارسة حرية الصحافة على الوجه الاكمل. و من تم فان التنظيم القانوني لحرية الصحافة ،يجب أن يستند في فلسفته و اهدافه على المبادي الدستورية التي تستمد مرجعيتها من مبادئ حقوق الانسان و حرياته الأساسية كما هي متعارف عليها عالميا. و تحديدا دمقرطة المجال الصحفي و ضمان المساواة و الطبيعة التعددية لهذا المجال. و هي حقوق مقدسة يؤدي التفريط فيها إلى انهيار قيام المجتمع و ضياع الحقوق.
ان مسألة التوفيق بين حرية الصحافة كحق من حقوق الإنسان ،و بين اقرار النظام ،لا تنتج اثرها إلا اذا تم الاعتراف بان حرية الصحافة يجب ألا تكون مطلقة الى حد الغلو و التعسف في استعمال الحق ،و ان النظام يجب ان لا يكون مطلقا الى حد غياب الديمقراطية و ظهور الفكر الاصولي المتطرف.
تعليقات
0