في عالم يعجّ بالصور والمعلومات، تبرز قيمة المصور الصحفي كمؤتمن على الحقيقة، وناقل لما تخفيه الأحداث من مشاهد ودلالات. ومن بين هؤلاء، يلمع اسم رشيد آيت فرجي، المصور الصحفي بجريدة “الحكمة بريس” بالعاصمة الرباط وسلا، الذي يجسد بمعداته البسيطة إيمانًا عميقًا برسالة الصحافة، وإخلاصًا لمهنة لا تعترف إلا بمن يحملون أمانة الكلمة والصورة.
كيف يمكن للمصور الصحفي أن يزاوج بين المسؤولية المهنية، ومتطلبات اللحظة الصحفية، وسط واقع صعب تتداخل فيه الحرفية مع التحديات الأمنية والمجتمعية؟ وكيف تساهم صورة واحدة في إثارة الوعي أو فضح الخلل؟
رشيد آيت فرجي ليس شخص يحمل كاميرا وينتقل بين الشوارع والأحداث فقط بل هو عين ترى ما لا يُرى، وعدسة تلتقط ما تتجاهله عدسات أخرى. في الصورة الملتقطة له، يقف رشيد بثبات، ممسكًا بالكاميرا والميكروفون الخاص بالجريدة، كأنه يحمل سلاحًا ناعمًا يواجه به الزيف ويناصر به الحقيقة.
يجوب شوارع الرباط وسلا، يلتقط لحظات احتجاج، ويفتح نوافذ على قضايا الناس، من دون بهرجة أو ضجيج. لباسه البسيط، وهيئته المتواضعة، تخفي وراءها شخصية مثقفة، مهنية، وملتزمة بأخلاقيات المهنة، في وقت أصبح فيه بعض “المصورين” يسعون وراء الإثارة والسبق غير المسؤول.
رشيد لا يختبئ خلف الشاشة، بل ينخرط، يتفاعل، يستفسر، يُصغي، ثم يلتقط الصورة التي تحكي أكثر من ألف كلمة. يشتغل في ظروف قد تكون صعبة، لا سيما حين يتعلق الأمر بتغطية وقفات احتجاجية أو تجمعات جماهيرية، ورغم ذلك، يُحسن التقدير ويعرف جيدًا متى يلتقط الصورة وكيف يوثق اللحظة دون أن يخدش كرامة أحد أو يزيف مشهدًا.
رشيد آيت فرجي هو مثال حي للمصور الصحفي المسؤول الذي لا يسعى إلى النجومية، بل يفضل خدمة المهنة والناس من وراء عدسته. هو جزء من مدرسة صحفية تحترم شرف الكلمة وقدسية الصورة. وجوده ضمن طاقم “الحكمة بريس” يعكس وفاء الجريدة لمبادئها في نقل الحقيقة والوفاء للمتلقي. إنه من أولئك الذين يرفعون من شأن الصحافة الجادة، ويؤمنون بأن الصورة رسالة قبل أن تكون منتجًا بصريًا.

تعليقات
0