Advertisement
Advertisement

التحليل السياسي على القنوات العربية: نهيق أبواق أم صوت العقل؟ مقارنة مع التجربة الفرنسية

المصطفى شقرون الجمعة 28 مارس 2025 - 21:38

التحليل السياسي على القنوات العربية: نهيق أبواق أم صوت العقل؟ مقارنة مع التجربة الفرنسية

المصطفى شقرون ( صحفي )

تشكّل القنوات التلفزيونية اليوم فضاءً واسعًا لتحليل الأحداث السياسية وتوجيه الرأي العام. غير أن المتتبع الذكي يلاحظ تباينًا صارخًا بين التحليل السياسي المعروض في القنوات العربية ونظيره في القنوات الفرنسية، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، اللغة أو العمق. فهل ما يُقدّم للمشاهد العربي تحليلٌ سياسي حقيقي، أم مجرّد نهيق دعائي يُراد به التضليل؟ وما الفرق في المعالجة بين الإعلام العربي والإعلام الفرنسي؟

هل يمثل التحليل السياسي على القنوات العربية ممارسة إعلامية رصينة مبنية على المنهج والموضوعية، أم هو مجرد صدى لأصوات النظام وتصفية حسابات سياسية؟ وما مدى الفرق بين هذا النموذج ونموذج التحليل السياسي في القنوات الفرنسية الذي يبدو أكثر احترامًا للعقل النقدي؟

1. مظاهر “التحليل السياسي” في القنوات العربية:

غلبة الانفعال والعاطفة على الموضوعية.

غياب الحياد وارتباط المحللين بجهات رسمية أو لوبيات معينة.

تحوّل بعض المحللين إلى “بوق دعائي” يهاجم المعارضة ويمدح السلطة.

كثرة المقاطعة وقلة الحُجج، واستعمال لغة تهكمية أو شعبوية.

ندرة الدراسات والاستدلالات بالأرقام أو الوثائق، والاكتفاء بـ”ما يُشاع”.

2. التحليل السياسي في القنوات الفرنسية:

حضور التعددية الفكرية والسياسية.

احترام الوقت والكلمة، ومنح الفرص لكل طرف للتعبير بحرية.

اعتماد دراسات وإحصائيات ومصادر متنوعة في دعم المواقف.

استضافة خبراء مختصين في السياسة، الاقتصاد، وعلم الاجتماع.

تركيز النقاش على جوهر الموضوع وليس الأشخاص.

3. تأثير النموذجين على وعي المواطن:

النموذج العربي قد يؤدي إلى تغذية الجهل السياسي والانقسام.

النموذج الفرنسي يساهم في رفع الوعي والنقاش العام الهادئ والمستنير.

المواطن العربي، في غياب بديل جاد، يُترك بين مطرقة التضليل وسندان التبعية الإعلامية.

و ختاما:

التحليل السياسي في القنوات العربية، في كثير من الأحيان، لا يعدو أن يكون نهيقًا متواصلًا يتستر خلف عباءة “الخبرة” والولاء، بينما تقدم القنوات الفرنسية نموذجًا أقرب إلى المهنية والتحليل الأكاديمي. وبينما ينتظر المشاهد العربي عودة “التحليل الرصين”، يبقى السؤال مفتوحًا: متى ننتقل من ضجيج الأبواق إلى لغة العقل؟ ومتى يصبح الإعلام العربي صوتًا للمجتمع بدلًا من كونه صدىً للسلطة؟

Advertisement

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

30 أبريل 2025 - 10:59

أنماط التفكير بين الخرافة والدين والعلم والفلسفة: جدلية العقل والاعتقاد

30 أبريل 2025 - 9:55

الإنسانية بين الثبات والتحول: الملك محمد السادس نموذجًا لعطاء لا محدود

29 أبريل 2025 - 19:44

جلالة الملك يهنئ السيد عبد الإله ابن كيران بمناسبة إعادة انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية

29 أبريل 2025 - 19:42

الأمم المتحدة.. السيد هلال يوجه رسالة لمجلس الأمن تدحض ادعاءات الجزائر بشأن الصحراء المغربية