Advertisement
Advertisement

في حق الاقوى

المصطفى شقرون الأحد 8 مايو 2022 - 18:42

بعد قراءتي “الكتابات السياسية” لجان جاك روسو رايت من المفيد نشر ملخص الفصل الثالث  و اعطيته العنوان التالي في “حق الاقوى ”

لن يملك الاقوى ابدا قوة كافية لكي يكون سيدا على الدوام ان لم يحول قوته الى حق و طاعته الى واجب. من هذا المنطلق ينبثق حق الاقوى. هذا الحق -الذي يحمل فيالظاهر محمل السخرية- يوضع في الواقع كمبدأ. لكن من يا ترى سيشرح لنا يوما من الايام هذه الكلمة؟ ان القوة قدرة بدنية, ليست فكرية, و لست ادري أية قيمة أخلاقية قد تنتج عن تاتيرها و الخضوع للقوة فعل يصدر عن الضرورة لا عن الارادة, فهو في احسن الاحوال ليس الا فعلا يمليه الحذر. فباي معنى سيصير واجبا؟

لنفترض لحضة واحدة وجود ذلك الحق المزعوم.

اقول انه لا ينتج عنه سوى هراء مستغلق الفهم. لانه حينما تكون القوة صانعة للحق تتحول النتيجة بتحول السبب فكل قوة تعلو على القوة الولى الا و ترث حقها. و حالما نقدر على العصيان بلا عقاب  فاننا نقدر عليه بصفة مشروعة .و بحيث أن الاقوى دائما على صواب فعلى كل واحد ان يعمل من اجل الحصول على موقع الاقوى. لكن ما هذا الحق الذي يتلاشى بتلاشي القوة؟ فلو كان ينبغي ان نطيع بمقتضى القوة لما كنا في حاجة الى ان نطيع بمقتضى الواجب, و ان لم نكره على الطاعة فلم تكون الطاعة واجبة علينا .و هكذا نرى ان كلمة الحق هذه لا تضيف شيئا الى القوة, بل انها لا تعني شيئا.

اطيعوا اصحاب القرار-السلطة- اذا كان ذلك يعني اذعنوا للقوة ,فالمبدأ جيد لكنه نافل, و اقول لن يخالفه احد البته .ان كل قدرة مصدرها الله ,و انا اعترف بذلك. لكن كل مرض كذلك بيد الله .هل يعني ذلك انه يمنع ان نستدعي الطبيب؟ اذا ما فاجاني لص في الطريق فاني مكره لا محالة ان اسلم له مالي او هاتفي النقال او أو…لكن لو قدرت على حفظه هل من واجبي أخلاقيا ان اسلمه اياه؟ لان السكين الذي يحمله يمثل في نهاية الامر قدرة كذلك.

لنعترف اذن بان القوة لا تقيم الحق و ان الطاعة لا تجب الا لاولي الامر منا المشروعين لذلك فسؤالي الاول سيتكرر على الدوام

Advertisement

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

7 نوفمبر 2024 - 14:49

أخلاقيات الحوار الهادئ وأثره في تعزيز التفاهم

7 نوفمبر 2024 - 14:40

الولايات المتحدة.. ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية، إيذانا بعودته إلى البيت الأبيض

7 نوفمبر 2024 - 14:35

انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية

7 نوفمبر 2024 - 14:31

جلالة الملك يقرر إحداث تحول جديد في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج