المصطفى شقرون ، صحفي مهني، مدير نشر صحيفة الحكمة بريس و رئيس تحريرها.
تلعب المؤسسات الصحافية في المغرب دورًا محوريًا في تعزيز الحرية الصحافية، وتحقيق التوازن بين حقوق الصحفيين وواجباتهم تجاه المجتمع. تعتبر كل من المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية المغربية للصحافة مؤسسات أساسية تعمل على تنظيم المهنة وحماية حقوق الصحفيين. إضافة إلى ذلك، تُعتبر الأعمال الاجتماعية للصحفيين مجالًا حيويًا لضمان رفاهية الصحفيين وضمان قدرتهم على أداء عملهم بفعالية. في هذا السياق، يبرز دور الصحفيين أنفسهم في تتبع ومراقبة عمل هذه المؤسسات، سواء بالنقد البناء أو التشجيع.
ما هي المسؤوليات المنوطة بالمجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية المغربية للصحافة والأعمال الاجتماعية التابعة لها؟ وكيف يمكن للصحفيين أن يساهموا في تتبع هذه المؤسسات، سواء بالنقد أو التشجيع، لتحقيق توازن بين حقوقهم المهنية وواجباتهم تجاه المجتمع؟
1. المجلس الوطني للصحافة: المسؤوليات والأهداف
المجلس الوطني للصحافة هو الهيئة المسؤولة عن تنظيم قطاع الصحافة في المغرب، ويعمل على ضمان التزام الصحفيين بالقوانين والأخلاقيات المهنية. من بين مسؤولياته الأساسية:
إصدار واعتماد بطاقات الصحافة.
مراقبة الالتزام بأخلاقيات المهنة.
متابعة الشكاوى المقدمة من الأطراف المتضررة من تقارير أو تغطيات صحفية.
الدفاع عن حرية التعبير، مع العمل على موازنة ذلك مع حقوق الأفراد في الحماية من التشهير والاعتداء على الخصوصية.
تحديات المجلس الوطني للصحافة:
القدرة على تنظيم القطاع في ظل توسع وسائل الإعلام الرقمية.
التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية.
تحسين ظروف الصحفيين في ظل تحديات مهنية مثل الضغوط الاقتصادية وضعف التمويل.
2. النقابة الوطنية المغربية للصحافة: المسؤوليات والدور
النقابة الوطنية المغربية للصحافة تُعد الجهاز الرئيسي الذي يدافع عن حقوق الصحفيين، سواء فيما يتعلق بالظروف المهنية أو الدفاع عن الصحفيين أمام التهديدات التي قد تواجههم. من بين مسؤولياتها:
حماية حقوق الصحفيين وتحسين ظروف العمل.
التفاوض مع المؤسسات الإعلامية بشأن الرواتب والعقود.
تنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية لتعزيز مهارات الصحفيين.
الدفاع عن حرية الصحافة في وجه الضغوط السياسية أو الاقتصادية.
تحديات النقابة الوطنية:
مواجهة التحديات التي تفرضها الرقمنة وتأثيرها على الصحافة التقليدية.
تعزيز الوحدة بين الصحفيين في ظل وجود تباينات في التوجهات السياسية والمهنية.
الاستجابة السريعة للشكاوى وتقديم الدعم الكافي للصحفيين.
3. الأعمال الاجتماعية للصحافة: دورها وأهميتها
تُعتبر الأعمال الاجتماعية للصحافة جزءًا حيويًا من حماية رفاهية الصحفيين، إذ تهدف إلى تحسين ظروف حياتهم الاجتماعية والصحية. تشمل هذه الأعمال:
تقديم الدعم الصحي والاجتماعي للصحفيين وأسرهم.
إنشاء صناديق تقاعد وتأمين للصحفيين.
تنظيم فعاليات اجتماعية وثقافية تساهم في تحسين الروابط بين الصحفيين.
تحديات الأعمال الاجتماعية:
ضعف الميزانيات المخصصة للأعمال الاجتماعية مقارنة بالاحتياجات المتزايدة.
نقص الوعي بين الصحفيين حول حقوقهم الاجتماعية.
4. دور الصحفيين في تتبع أعمال المؤسسات الصحافية: النقد أو التشجيع
يلعب الصحفيون أنفسهم دورًا مهمًا في مراقبة المؤسسات التي تمثلهم، سواء المجلس الوطني أو النقابة الوطنية أو حتى الأعمال الاجتماعية. يمكن للصحفيين أن يقوموا بتشجيع هذه المؤسسات عندما تحقق نجاحات ملموسة، مثل تحسين ظروف العمل أو الدفاع عن حرية الصحافة. وفي الوقت نفسه، يقع على عاتقهم دور النقد البنّاء عندما تتعثر هذه المؤسسات في تحقيق أهدافها، سواء نتيجة للضغوط أو القصور الإداري.
أدوات النقد أو التشجيع:
الكتابة الصحافية النقدية أو التحليلية حول أعمال هذه المؤسسات.
المشاركة الفعالة في النقابات والجمعيات المهنية.
الدعوة إلى شفافية أكثر في إدارة المؤسسات الصحافية.
تنظيم ملتقيات وحوارات لتبادل الأفكار حول تحسين القطاع.
تتداخل مسؤوليات المؤسسات الصحافية في المغرب، مثل المجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية المغربية للصحافة، مع دور الصحفيين في متابعة عمل هذه الهيئات، سواء بالنقد أو التشجيع. تظل التحديات قائمة، ولكن التعاون الوثيق بين هذه الأطراف يمكن أن يؤدي إلى تحسين البيئة الصحافية في المغرب، وتحقيق توازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية، وضمان رفاهية الصحفيين وحقوقهم.
تعليقات
0