Advertisement
Advertisement

“فاطمة الزهراء كردادي: نجمة الماراثون المظلومة تسطع رغم التحديات”

المصطفى شقرون الخميس 15 أغسطس 2024 - 08:33

المصطفى شقرون

في عالم الرياضة، تبرز أسماء تلهمنا جميعًا، ليس فقط بفضل إنجازاتها الرياضية، ولكن أيضًا بقوة عزيمتها وإصرارها على تحقيق الأهداف رغم الصعوبات. فاطمة الزهراء كردادي، العداءة المغربية التي خاضت ماراثون باريس في الألعاب الأولمبية، تُعَدُّ من هؤلاء الأبطال. تحدت الظروف القاسية، وقلة الدعم، وسافرت بمفردها لتمثل بلدها، حاملة معها حبها للوطن وبيوت شعر أحمد شوقي التي ظلت ترددها في قلبها ” بلادي و ان جارت علي عزيزة،، و أهلي و ان ضنوا علي كرام”.

لماذا تتعرض فاطمة الزهراء كردادي للتهميش من قبل الجامعة المغربية؟ كيف يمكن لرياضية بهذا الإصرار والطموح أن تحقق هذا الإنجاز بدون دعم من وطنها؟ وما الذي يجعل الجمهور المغربي يتابعها ويتمنى لها التوفيق رغم هذا التجاهل؟

فاطمة الزهراء كردادي لم تكن مجرد عداءة تشارك في سباق، بل كانت رمزًا للأمل والصمود. من فكرة المشاركة في ماراثون باريس إلى السفر إلى فرنسا على نفقتها الخاصة، تحملت مسؤولية نفسها بغياب المدرب وطاقم الدعم. لم يكن في ذهنها سوى هدف واحد: رفع راية المغرب في المحافل الدولية.

ورغم الظروف الصعبة، لم تتراجع. تميزت بمثابرتها وقوة إرادتها، واستطاعت أن تحتل الرتبة 11 بين أكبر العداءات العالميات. هذه الرتبة لم تكن فقط إنجازًا رياضيًا، بل كانت شهادة على قدراتها، وتعبيرًا عن طموح لا ينكسر.

الجمهور المغربي كان يتابع السباق عبر شاشات التلفاز، يملؤه الفخر والأمل، ويردد دعواته بالتوفيق لفاطمة الزهراء. حتى المعلق المغربي، الذي كان يصف مراحل السباق، لم يستطع إلا أن يشيد بإصرارها وقوة عزيمتها.

لكن، مع كل هذا، تبقى الحقيقة المؤلمة أن الجامعة المغربية لم تمنحها الدعم الكافي. لقد أهملتها، ربما لأنها ليست من “الأسماء اللامعة”، أو لأنها لم تتلق الدعم الكافي في مراحلها الأولى. لكن في أذهان المغاربة، تظل فاطمة الزهراء كردادي رمزًا للقوة والصمود، ورغم تهميشها من قبل المسؤولين، فإنها تظل مغربية بالفخر والشرف.

إن قصة فاطمة الزهراء كردادي هي درس في الإصرار والعزيمة. فهي مثال على أن العزيمة والإيمان بالنفس قد يعوضان عن نقص الدعم والمؤازرة. وفي النهاية، يبقى الأبطال في ذاكرة الشعوب، بغض النظر عن ظروفهم، لأن ما يحفر في الذاكرة هو القوة التي يتحدون بها كل ما يقف في طريقهم. ستبقى فاطمة الزهراء بطلعًا فخرًا لكل مغربي، وستظل إنجازاتها شاهدة على قدرتها وعزيمتها.

Advertisement

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

7 نوفمبر 2024 - 14:49

أخلاقيات الحوار الهادئ وأثره في تعزيز التفاهم

7 نوفمبر 2024 - 14:40

الولايات المتحدة.. ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية، إيذانا بعودته إلى البيت الأبيض

7 نوفمبر 2024 - 14:35

انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية

7 نوفمبر 2024 - 14:31

جلالة الملك يقرر إحداث تحول جديد في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج