عندما تمشي في شوارع مدينة أسفي ( المدينة القديمة, باب الشعبة, باب الاقواس, القصبة…)، يمكن أن تشعر بالتاريخ الغني الذي يتجلى في كل زاوية، ومن أبرز معالم هذا التاريخ العظيم هو قصر البحر، الذي يعتبر واحدًا من أهم المعالم التاريخية في المدينة. ومع ذلك، فإن الآثار المترامية الأطراف لهذا القصر العريق الذي يعود تاريخه إلى العصور القديمة (البرتغال ) تقف كشاهدة على عظمته الماضية وحجم الفن المعماري البرتغالي الذي كانت تتمتع به المدينة في السابق.
للأسف، فإن قصر البحر اليوم يشهد حالة من الإهمال والتآكل، مما يهدد بفقدانه نهائيًا إذا لم يتم التدخل العاجل لإنقاذه. وفي الوقت الذي نبكي فيه على آثاره المتضررة ونتأمل فيما تبقى منه، يجب أن تكون هذه الأطلال رسالة لمن يهمهم الأمر، ورسالة تصحو الوعي بأهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي الغني المتنوع la pluralité des cultures.
إن قصر البحر ليس مجرد هيكل حجري قديم، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ مدينة أسفي ومن تاريخ المغرب بأسره. فهو يروي قصة العصور التي عاشتها المدينة، ويحمل في جدرانه الكثير من الأسرار والحكايات التي يمكن أن تعيد للحاضر قطعًا من الماضي.
لذلك، يجب أن نعمل سويًا كمجتمع، وبالتعاون مع الجهات المعنية، على ترميم قواعد قصر البحر وإعادة إحيائه، فهو ليس مجرد مبنى تاريخي بل هو جزء لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا. يجب أن نبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على هذا التراث وإعادة إحيائه، حتى يظل شاهدًا على عظمة تاريخنا ويستمر في إلهام الأجيال القادمة.
ومن المهم أن نشير إلى أن الحفاظ على قصر البحر ليس مسؤولية الجهات الحكومية فقط، بل يجب أن تشمل جميع أطراف المجتمع، بما في ذلك القطاع الخاص والمواطنين العاديين. إنها مسؤولية مشتركة نحن جميعًا علينا تحملها.
فلنتحد معًا لإنقاذ قصر البحر وترميمه، ولنجعل منه مكانًا يشع بالحياة مرة أخرى، حتى يظل خالدًا كجزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا المغربية العظيمة.
فمن يرفع القواعد لهذه المعلمة التاريخية؟
تعليقات
0