مراكش 3 أبريل 2024سافرت أمسية فنية أ قيمت ليلة أمس الثلاثاء بفضاء نجوم جامع الفنا بمراكش، بالجمهور إلى سماء نغم آسر وأشعار عميقة تقتفي آثار الأندلس.
ويأتي هذا الحفل الفني، الذي نظمه معهد سيرفانتيس بمراكش وسفارة إسبانيا لدى المغرب بتعاون مع المركز الثقافي “نجوم جامع الفنا”، في إطار سلسلة حفلات “ليالي رمضان”، المقامة ما بين 6 مارس الماضي و2 أبريل الجاري في 6 مدن مغربية.
وخلال هذه الأمسية الفنية المثقلة بالتاريخ الأندلسي، شنف صوت الفنانة المغربية إحسان الرميقي آذان الحضور بمختارات من الموشحات الأندلسية، منها أبيات “أقرط بة الغ ر اء” التي يحن فيها ابن زيدون لليالي قرطبة وجمالها البديع.
وأدت الفنانة الرميقي هذه الأبيات مرفوقة بالأنامل الماهرة لأعضاء فرقة “زمان الوصل” بقيادة المايسترو التهامي الفيلالي بلحوات، الذي لحن هذه الأشعار على مقام الكرد الرائع. كما أتحفت الجمهور بموشحات أندلسية أخرى معروفة مثل “لما بدا يتثنى” و”جادك الغيث إذا الغيث همى”.
وقدمت الفنانة الإسبانية بيغونيا أولابيدي بشكل فردي غناء وعزفا على آلة “البسالتريون” (نظيرة آلة القانون بشبه الجزيرة الإيبيرية قديما)، باقة من الأغاني الأندلسية والأغاني ذات الطابع الأوروبي القديم التي تبرز الارتباط الوثيق بين ضفتي المتوسط من خلال عدد من المقومات الحضارية والثقافية، أهمها الموسيقى والأشعار.
كما تغنت بيغونيا بأشعار أندلسية عربية من ديوان أبو الحسن الششتري من قبيل “أنا الذي ما لي سنيد” في لوحة فنية تدل على ارتباط المشهد الفني الكلاسيكي واهتمامه بعوالم الفن الأندلسي العربي والمغربي الواسع.
يشار إلى أن إحسان الرميقي هي فنانة متخصصة في الموشحات والنوبة الأندلسية، تلقت تكوينها بعدد من المعاهد الموسيقية، وشاركت في مهرجانات دولية مع فرقة “زمان الوصل”، بقيادة الحاج التهامي الفيلالي بلحوات.
أما بيغونا أولافيدي فتتميز بمسارها الموسيقي الذي يهتم بالموسيقى الوسيطة والموسيقى الحديثة، وعمقت خلال إقامتها بالمغرب معارفها في الموسيقى الأندلسية. كما عملت في مجال السينما والمسرح كمؤسسة لفرق مثل كالاموس وموديخار، وتعاونت مع موسيقيين وأوركسترات مرموقة.
حفل موسيقي بمراكش يقتفي آثار الأندلس
Advertisement
تعليقات
0