السينما ليست سوى فرح ممتزج بالحزن, هناك حب و انتقام, دموع و دم, كراهية و صداقة, حياة و موت, جمال و بشاعة, لأن السينما هي عالم من التناقض, لا تصور الأشياء, و لكن تبني ذاتها من خلال الأشياء, ثم توجهها نحو الأفول في العدمية, هكذا يبدأ الانحلال لأي أفق مشترك من التأويل الفيلمي للفيلم, فمن الذي يقوم بالتأويل الناقد أم المخرج؟ و كيف يمكن للبطل التراجيدي ان يمدنا بغموض القدر الذى يهددنا؟ و ما معنى أن نكون مأخوذين بطبيعتنا في محاولة تفسير معنى هذا الغموض الذي نعيش فيه؟
” تشيد عالم من الحياة اليومية على نحو منعزل مشرق هادئ لا يمكن وصفه, لكن يكون مصحوبا بشعور غامض من الغربة”
يحق لنا وصف اللغة السينمائية بأنها أسطورية: “بمعنى أنها لا تتطلب أي اثبات من أي شئ اخر وراء ذاتها” . و لذلك أن غموض الفيلم يوافق غموض الحياة الانسانية في مجملها, و هاهنا تكمن قيمتها العظيمة, بمعنى أنه يوجهنا صوب التأمل الجمالي, باعتباره مدخلا الى مملكة الحقيقة, و كلما كان يتجه بعيدا عن ذاتهوكلما يتيح لنا أن نشاهد ماهية الفن الحقيقي, و ما الغموض الا صراعا بين الحقيقة و اللا حقيقة.
تعليقات
0