الغربة ..
بزاااف الناس تايشوفوا الغُرْبَة أنها هي العيش في مكان بعيد عن الموطن و عن الأحباب و الأهل و الأصدقاء و هاذ المفهوم شائع و مافيهش نقاش و لكن كاين مفهوم آخر للغربة و أكثر قسوة في معانيه و تجلياته و هو أن يكون الإنسان متغربا وسط وطنه و عبارة المُتَغَرِّبْ أكثر قسوة من المُغْتَرِبْ ، فالأول تمَّ تغريبه و إبعاده في وطنه مع فقره و ضياعه و عطالته و المغترب إختارها بنفسه هربا من الضياع و الفقر و العطالة ، الغربة الحقيقية هي تكون جزء من وطن ما يقدركش و ما يكرمكش و ما يمنحك اللي تستحق .. الغربة أنك تعيش الدونية و التهميش و أنت وسط أهلك و ذويك و خلانك و في وطنك فتلقى راسك معزول عليهم و مهمشينك عليهم بطرق كثيرة و قاسية فأنت منهم بالإسم و النسب و الجنسية و ماشي منهم في نفس الوقت بحالك بحال ذاك الشخص اللي فجأة تايلقى راسو ربيب وعايش مع مرات باه الأنانية و القاسية فتيعيش وسط خوتوا من باه غريب مع أنوا تايشاركم نفس الدم و النسب و لكن مارت باه قصاتوا حيث ماشي منها و هاذ الإسقاط يمكن نقولوه على صاحب الشواهد العليا اللي قرى و تقاتل واحصل على دبلومات و لقى راسوا في التوش معطل في الوقت اللي تايتوظف ولد فلان و علان لسبب بسيط هو أنوا فقير من أسرة فقيرة ماعندهاش كنية أرستقراطية و وخ يبذل مجهود في محاولة إثبات الذات ماغايحقق والو لأن في الأصل هو مكاينش في المنظومة الجائرة و تنتكلم على الأغلبية الساحقة حيث كاينين فقراء رزقهم الله تعالى حظ من الوظيفة وفرق كبير بين عدل الله و ظلم العباد ..الغربة هي تكون مواطن درجة ثالثة في بلادك مامستافدش من خيرات بلادك في حين الغريب واكل شارب فيها بشكل شبه مجاني وهنا تنتكلم على المنتوجات الوطنية خضرة و فاكهة اللي تاتوصل للدرويش بثمن خيالي في الوقت اللي تاتصدر للأجانب بثمن بخس مقارنة بكلفة التصدير ، هنا تاتحس بالغربة حيث انت مغربي و لكن دون مستوى الكاوري ، الغربة أنك تمشي للسبيطار وبدل ماتلقى المعاملة الإنسانية تايعاملوك كزبون و بريكول و هَوْتَة لازمها تخلص باش تعالج و إلا الباب الحباب و لا جاتك الموت بسباب الإهمال مايبقاش فيهم الحال حيث أصلا ماشي شي حاجة في الوقت اللي تاتلقى مغترب في بلاد الأجانب تايتعاملوا معاه كحالة إنسانية لازم تتعالج و تداوى و ماشي مهم الوضعية ديالوا مقيم و لا حارك و لا مسلم و لا كافر و لا نازي كاااع ..الغربة أنك تحس براسك مجرد ورقة انتخابية تايخرجوك من فترة لفترة باش تْصَوَّتْ و يرجعوك للقاع و ربما حتى صوتك ماشي مهم و عندو وزن مدام الفائز تعزل سلفا و في الأخير تايخدم كلشي إلا نتا و تايدافع على مصالح ديالو و ديال زبانيته ومقربيه إلا مصلحتك كمواطن عندو حق العيش بكرامة و حقوق و عليه واجبات ..
هذا غي شوية من بزااف ديال مفاهيم الغربة النفسية و الحسية اللي تايعاني منها بزاااااف ديال المغاربة في بلادهم الحنينة بطبعها و القاسية بعديمي الضمير الإنساني و المهني ..
و عن نفسي تنقول أنا تنفضل الغربة في غير بلدي رغم قسوتها على الغربة النفسية في وطن ماتيقدرنيش فيه صاحب القرار و مقولة اللهم قطران بلادي و لا عسل البلدان ولَّى عليها الزمن مابقاتش واكلة حيث مع الوضعية اللي ولينا عايشين فيها حنا الدراوش و الفقراء ولَّى القطران سَمْ …
الله يكون مع خوتنا و حبابنا اللي في غربتهم و الله يرحمنا برحمتوا و يهدينا صراطه المستقيم.
بقلم : السيد: أمحريك عمر
تعليقات
0